الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 05:03 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

المخابرات الأمريكية تخطط لاغتيال ”السيسى”


أجهزة المخابرات هي دائما الأذرع التي تتحرك لتنفيذ سياسات الدول من خلال تجنيد العملاء ،ومن هذا المنطلق وجدت المخابرات المركزية الأمريكية أن الإخوان هم الصديق الأفضل لهم والتي ستستطيع من خلالهم تجميع اكبر قدر من المعلومات حول مصر والمنطقة ،بل وأنهم سيكونون وسيلتها لتحقيق مخطط تقسيم الشرق الأوسط.
وكشفت عدد من الوثائق أن التعاون بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأمريكية بدأ منذ عقود طويلة تعود إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ففي عام 1954، قرر جهاز المخابرات البريطانية الخارجي (إم. آي6 ) القيام بمحاولة لاغتيال الزعيم الراحل، وقام جورج يونج، مدير الجهاز في ذلك الوقت، بإرسال تليجراف عاجل إلى آلان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من خلال مدير محطتها فى لندن جيمس ايجلبيرجر وطالب فيه بكل صراحة بالتعاون لاغتيال عبدالناصر مستخدما عبارة تصفية ، حسبما جاء في كتاب لعبة الشيطان لروبرت دريفوس.
ووفقا لروبرت باير مدير العمليات الخارجية السابق في وكالة المخابرات الأمريكية، قررت الوكالة الإنضمام للمخابرات البريطانية في اللجوء لفكرة استخدام الإخوان المسلمين في مواجهة عبد الناصر ،وحسب روايته كان البيت الأبيض على علم أول بأول بما يجرى واعتبر الإخوان حليفا صامتا وسلاحا سريا يمكن استخدامه ضد ناصر.
ومنذ هذا التاريخ أصبحت الجماعة الراعي الرسمي للمصالح الأمريكية والبريطانية الاستعمارية في الشرق الأوسط ، وبلغ اهتمام المخابرات الأمريكية والبريطانية بإعداد الجماعة لتنفيذ اغتيال ناصر بتنسيق التعاون بين فرق الاغتيالات في الإخوان مع منظمة فدائيى الإسلام الإيرانية التى لعبت الدور الرئيس فى إسقاط محمد مصدق رئيس وزراء إيران، وقد قام وفد من هذه الجماعة بزيارة القاهرة فعليا فى 1954 لتنسيق التعاون مع الإخوان، وكان هذا الوفد بقيادة زعيمهم ناواب سفافاى وزاروا القاهرة فى يناير 1954 وهو التاريخ الذى بدأ فيه التوتر يدب بين ناصر والإخوان.
ورأي جون فول الخبير فى شئون الإسلام حسبما جاء في كتاب "لعبة الشيطان" تحت عنوان "الحرب التى شنتها المخابرات الأمريكية ضد عبدالناصر فى فترة الخمسينيات" ،أن دعم المخابرات الأمريكية والبريطانية للإخوان المسلمين في صراعهم مع عبد الناصر كان طبيعيا لأنهم كانوا البديل الوحيد له
ورأى انه من الغباء ألا يكون لهذه الأجهزة المخابراتية علاقات معهم باعتبارهم الكارت الوحيد الباقى على ساحة السياسة فى مصر في النصف الأول من الخمسينيات
وأكدت الوثائق التي تم اكتشافها مؤخرا أن المخابرات الأمريكية لعبت دورا كبيرا في تأجيج الصراع بين عبد الناصر من ناحية ومحمد نجيب والجماعة من ناحية أخرى ،حيث قال سعيد رمضان أحد قيادات الإخوان وقريب حسن البنا للسفير الأمريكي جيفرى كافرى فى ذلك الوقت أنه اجتمع مع حسن الهضيبى وأن الأخير عبر عن سروره البالغ من فكرة الإطاحة بعبدالناصر والضباط الأحرار،بل إن تريفور إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية عقد على الأقل اجتماعا مع حسن الهضيبى لتنسيق التعاون مع نجيب للانقلاب على ناصر وهو ما كشفه عبدالناصر فيما بعد وقرر مواجهة الحركة الأصولية.
ثم جاء يوم 26 أكتوبر ليشهد محاولة اغتيال عبدالناصر من قبل أحد أعضاء الإخوان ولم يكن التدبير بعيدا عن أيدى المخابرات البريطانية وعن علم المخابرات الأمريكية فقد كانت هناك لقاءات متتالية لهم مع الإخوان وكانت التعليمات من رئيس الوزراء البريطاني ومن البيت الأبيض برئاسة ايزنهاور أن يتم الأمر دون أن يكون هناك أى أثر على تورط بريطانى أمريكى فى تلك العملية التى استهدفت رأس عبدالناصر.
واستمر هذا التعاون حتى العصر الحديث حيث ظهر بوضوح من خلال دعم المخابرات الأمريكية للإخوان عن طريق تقاريرها التي رفعتها إلى البيت الأبيض والتي ساهمت في تكوين فكر باراك أوباما لدعم الجماعة ،حيث قالت مجلة فرونت بيدج أن المخابرات الأمريكية ، حاولت أوائل فبراير عام 2012 تهدئة مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية وصول الجماعة الى حكم مصر، مدعيا أن هذه الجماعة الإسلامية علمانية إلى حد بعيد.
وأوضحت المخابرات للرئيس أوباما فى محادثة معه أنه لا مشكلة من وصول الإخوان إلى الحكم، بل علينا دعم هذا الخيار وتمكينه، لا الوقوف لمنعه.
وكشفت بعض التقارير الإعلامية أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الحاليين يعملون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحت إدارة مباشرة أو غير مباشرة من خلال قطر , وأن المخابرات الأمريكية هي العقل المدبر للعمليات الإرهابية في مصر بسبب الصلة الوثيقة التي تربط واشنطن بجماعة الإخوان, والدليل على أن المخابرات الأمريكية المركزية على تواصل تام بالتنظيم الدولي وأنها تدعم عودة الإخوان للحكم هو ما كشفت عنه التقارير مؤخرا من أن وفدا من الجهاز الأمريكي التقى أعضاء التنظيم بحضور مندوب من قطر ،حيث تم تهديد الجماعة برفع الدعم عنهم في حال فوز عبد الفتاح السيسي بالرئاسة في مصر وهو ما يعني الـ "سي آي إيه" ترى أن الإخوان فشلوا في المهمة الموكلة إليهم من قبلها بالتمكن من السلطة في مصر من أجل صالح الولايات المتحدة.
واقترح الحاضرون ان يتم التركيز على مظاهرات الجامعات واعمال العنف المسلحة ضد الجيش والشرطة كفرصة أخيرة للتنظيم حتى تستطيع المخابرات الأمريكية اقناع الإدارة باستمرار الدعم للجماعة.
وهناك من يرى أن التعاون بين الإخوان والمخابرات الأمريكية بدأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية ويروى هيرمان ايلتس الدبلوماسى الأمريكي الذى تقابل للمرة الأولى مع حسن البنا فى السعودية أن الإخوان كانوا خلال هذه الفترة قوة مخيفة فى قلب مصر, ولديهم ذراع عسكرية سرية يقوم بالأعمال الإرهابية ويصفى خصومه السياسيين , فيما بعد أصبح ايلتس، سفيرا للولايات المتحدة فى مصر ثم السعودية, وقد كتب فيما بعد أن البنا كان على اتصال دائم بأفراد المخابرات المركزية الأمريكية عبر السفارة الأمريكية بالقاهرة، وأنها كانت تحصل من خلاله على تقارير استخباراتية، وأن واشنطن على الرغم من معرفتها بميل الإخوان نحو العنف، إلا أنها ظلت تعتمد على الإخوان بشكل كبير في الحصول على المعلومات،و فسر عدد من المحللين هذه العلاقة التكافلية فى تلك الفترة، بأن الأمريكيين، كانوا حديثى العهد بالمنطقة، وليست لديهم معلومات أو مصادر معلومات عن التيارات الإسلامية.
وظلت أجهزة المخابرات الأمريكية, تعمل لعقود طويلة على افتراض أن الإسلام بطبيعته معاد للشيوعية، ويمكن استغلال هذا المبدأ لخدمة الولايات المتحدة في حربها ضد الاتحاد السوفيتي، وقد اعتبر المسئولون الأمريكيين أن الإخوان هم السلاح السرى الناجح فى حرب الظل ضد الاتحاد السوفيتى السابق, وحلفائه العرب.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.