الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 04:09 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

وثائق بنما .. قصة المصدر السرى الذى فضح الكبار على فراش المخابرات الأمريكية

مخابرات
مخابرات
لم تكن المهمة صعبة فيما عرف بتسريب وثائق بنما التى تفوح منها رائحة المخابرات المركزية الامريكية فقط قبل عام، تلقّى هاتف صحيفة «زود دويتشه» تلك المُحادثة، بين مجهولٍ وأحد الصحفيين: «مرحبًا، معك… (مجهول)، هل أنتم مُهتمون بالبيانات؟
* نهتم كثيرًا!
– لكن هُناك بعض الشروط. حياتي في خطر، سنتحادث فقط بشكلٍ سرّي، لا لقاءاتٍ قط. واختيار الموضوعات بالطبع يعود لكم.
* لماذا تقوم بذلك؟
– أريد أن أنشر تلك الجرائم.
* كم يبلغ حجم ما نتحدث عنه من بيانات؟
– أكبر من أي شيءٍ رأيته من قبل».
من المكتب الرئيسي بالبناية الكائنة بالشارع 54 بمنطقة ماربيلّا، مدينة بنما، جمهوريّة بنما، تم تسريب 11.5 مليون وثيقة سرّية من قاعدة بيانات «موسيك فونسيكا»؛ مكتب المُحاماة البنَمي الذي يُقدّم خدمات تأسيس شركات وإدارة الثروة في عديد من المكاتب حول العالم، يقع أبرزها في جزر العذراء، وجيرسي البريطانيّة، وعن طريق وسطاء في سويسرا ولوكسمبرج وغيرها، تلك الأماكن التي تُعد «ملاذات ضريبيّة» ذات ضرائب منخفضة، والتي تحوي أموال العديد من الشخصيّات الهامة.
وفي الأول من أبريل، خرج مكتب «موسيك فونسيكا» ببيانٍ أعلن فيه تعرّض قاعدة بياناته للاختراق، وأنهم يُجرون التحقيقات للوقوف على مُلابسات ما حدث، متعهدين بالقيام بما يلزم لمنع وقوع مثل ذلك الاختراق مرّة أخرى.
المصدر المجهول الذي تواصل مع الجريدة الألمانيّة على مدار عامٍ كامل، زوّدها فيها بـ2.6 تيرا بايت من البيانات، لم تكن له طلبات مادّية أو شيء من هذا القبيل، غير بعض الاحتياطات الأمنية، بحسب ما أوضحت الصحيفة، والتي قالت إن تلك المعلومات تُمثّل نظرة على «عالم لا يوجد إلا في الظِل».
إدوارد سنودن، محلل المعلومات السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكيّة، وكاشف سر برنامج التجسس الأمريكي «بريزيم»، تلك السابقة في تسريب المعلومات والتي جعلته حديث العالم وقتها، جعلت من «تسريبات بنما» أيضًا محل اهتمام له، حيث واكب عملية النشر على حسابه في «تويتر»، واصفًا أيّاها بـ«أكبر تسريب في تاريخ صحافة البيانات».
هيئة الإذاعة البريطانية، التي اشتركت ضمن فريق التحقيق العالمي، لفتت إلى وجود روابط في الوثائق لـ12 زعيما حاليا، وسابقا، من زعماء الدول، من بينهم حكام ديكتاتوريون اتهموا بنهب بلدانهم.
كما تشير الوثائق إلى 61 شخصا آخر منهم أقارب ومقربون من زعماء بعض الدول، وسياسيون آخرون، فيما تكشف الملفات أيضا النقاب عما يشتبه بأنه شبكة غسيل أموال بمليارات الدولارات تضم أشخاصا مقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
كما ورد اسم شقيق زوجة الزعيم الصيني، الرئيس شي جينبينج، والرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، والرئيس الأرجنتيني موريشيو ماكري، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المتوفى، وثلاثة من الأبناء الأربعة لرئيس الوزراء الباكستاني الأربعة نواز شريف.
وأوردت الوثائق اسم رئيس وزراء أيسلندا، سيجموندور جونلوغسون، وأفادت بأنه لم يعلن عن بعض الثروات المتعلقة بزوجته، وهو يواجه الآن دعوات تطالبه بالاستقالة.
ومسَّت الوثائق كذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، فتوضح هيئة الإذاعة البريطانية أن أجزاء فيها تشير إلى أن عضو لجنة القيم في الفيفا، يوان بيدرو دامياني، وهو محام من أوروجواي، وشركته وفرا مساعدات قانونية لـ7 شركات على الأقل في الخارج لها صلة بنائب رئيس الاتحاد الدولي الذي قبض عليه في مايو من العام الماضي خلال التحقيق الذي أجرته أمريكا في تهم فساد.
نشرت وحدة الصحفيين الاستقصائيين الدولية تحقيقاً جديداً يكشف دور جزر الملاذات الضريبية، في إخفاء ثروات طائلة لمسؤولين وشخصيات مقربة من شخصيات سياسية عربية وعالمية.
وقال الموقع إن 11 مليون وثيقة حصل عليها سينشرها تباعاً تحت اسم «وثائق بنما »، ستكشف عن حجم ووسائل التهرب الضريبي، التي مارسها مقربون من سياسيين حول العالم بينهم مقربون من الرئيس الأسبق حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وحتى الآن، نُشرت وثائق ومعلومات تكشف كيف تهربت شركة يمتلكها علاء مبارك وأخفت أموالها في إحدى جزر الملاذات الضريبية.
وتقول الوثائق المنشورة إن علاء مبارك يمتلك شركة «بان ورلد إنفيستمينت»، ومقرها جزر العذراء البريطانية، وتدير استثماراتها شركة «كريدي سويس» للاستثمار. وفي 2011، طلبت سلطات جزر العذراء من شركة «موساك فونيسكا» تجميد أصول شركة «بان ورلد»، وفقا لقوانين الاتحاد الأوروبي، بعد توقيف مبارك ونجليه بعد تنازل الأول عن السلطة في مصر.
وفي 2013، غُرمت شركة «موساك فونيسكا» 37 ألف و500 دولار لفشلها في التحقق من علاء مبارك باعتباره «عميلاً ذي مخاطر كبيرة». داخلياً، أقرت «موساك فونيسكا» أن إجراءاتها كانت «معيبة للغاية» حيث لم تنجح في تحديد هوية علاء مبارك منذ وقت مبكر.
ورغم ذلك وجهت شركة «كريدي سويس» خطاباً لـ«موساك فونيسكا» تخبرها أن أنشطة شركة «بان ورالد» – وهي عبارة عن استثمار في صندوق «إتش.آي.جي» لإدارة الاستثمارات وحساب في البنك- انتهكت إجراءات سويسرا بتجميد أصول وأموال مبارك.
في 2014، شرعت وكالة تحقيقات مالية تابعة لجزر العذراء في إجراء تحقيق حول شركتي «موساك فونيسكا» و«بان ورلد». وأقر موظفو الشركة – داخلياً – أنه من الممكن العثور على «خروقات أكبر»، وأشاروا إلى أن لديهم «تحكم محدود للغاية» على شركة علاء مبارك التي لم تعد عملية للشركة في إبريل 2015.
ونشر الموقع 3 وثائق تتعلق بعلاء مبارك، وهي صورة من جواز سفره، وخطاب من سلطات جزر العذراء بتجميد أصول مبارك وزوجته ونجليه وعدد من المسئولين المصريين، ورد من شركة «موساك فونيسكا» على سلطات التحقيق المالي في جزر العذراء حول شركة «بان وارلد» المملوكة لعلاء مبارك.
في السياق نفسه، نشرت صفحة «آسف يا ريس» المؤيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك انتقادات للتحقيق المنشور، وشككت في صحة الوثائق خاصة جواز سفر علاء مبارك، وقالت إن ما نشر «تزوير وفبركة»، وذلك على موقع «فيس بوك».

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.