رؤساء وراء القضبان: السلطة لا تحمي من العدالة

لم يعد كرسي الرئاسة درعًا يحمي صاحبه من المحاسبة، فالتاريخ الحديث يشهد على عشرات القادة الذين انتقلوا من قصور الحكم إلى الزنازين بعد انتهاء ولايتهم، من فرنسا إلى أمريكا اللاتينية مرورًا بأفريقيا وآسيا، وجّهت المحاكم تهمًا خطيرة إلى رؤساء دول وحكومات، من الفساد وغسل الأموال إلى انتهاك حقوق الإنسان.
في هذا التقرير، يستعرض الموجز أبرز من جلسوا على عرش السلطة ثم وجدوا أنفسهم خلف القضبان.
نيكولا ساركوزي – رئيس فرنسا (2007 – 2012)
حكمت محكمة باريس على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالسجن 5 سنوات بعد إدانته بالتآمر الجنائي في قضية تلقي أموال غير مشروعة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية.
الحكم نص على التنفيذ الفوري حتى في حال الاستئناف، مع دفع غرامة قدرها 100 ألف يورو، رغم تبرئته من تهم الفساد السلبي والتمويل غير المشروع.
جاك شيراك – رئيس فرنسا (1995 – 2007)
أُدين الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 2011 بالفساد واستغلال النفوذ عن مخالفات وقعت خلال فترة عمله عمدة لباريس، وحُكم عليه بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، ليصبح أول رئيس فرنسي يُدان منذ الحرب العالمية الثانية.
لويس إيناسيو لولا دا سيلفا – رئيس البرازيل (2003 – 2010 / 2023 – حتى الآن)
في عام 2017، أُدين الرئيس البرازيلي الشهير لولا دا سيلفا بتهم الفساد وغسل الأموال، وحُكم عليه بالسجن 12 عامًا، قبل أن تُلغى الإدانة لاحقًا ويعود إلى السلطة عام 2023.
كريستينا فرنانديز دي كيرشنر – رئيسة الأرجنتين (2007 – 2015)
في ديسمبر 2022، حُكم على الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر بالسجن 6 سنوات في قضية فساد تتعلق بفترة رئاستها، إلا أنها لم تُسجن فعليًا بسبب تمتعها بالحصانة بصفتها نائبة للرئيس.
ألبرتو فوجيموري – رئيس بيرو (1990 – 2000)
واجه الرئيس البيروفي السابق ألبرتو فوجيموري أحكامًا بالسجن 25 عامًا بتهم الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، وهو من أكثر الرؤساء الذين طالتهم المحاكمات في أمريكا اللاتينية.
عمر البشير – رئيس السودان (1989 – 2019)
بعد الإطاحة به إثر احتجاجات شعبية، أُودع الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير سجن كوبر بتهم فساد وجرائم حرب، ولا يزال يواجه محاكمات أمام القضاء المحلي والمحكمة الجنائية الدولية.
زين العابدين بن علي – رئيس تونس (1987 – 2011)
هرب الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي إلى السعودية عقب الثورة، وصدر بحقه عدة أحكام بالسجن غيابيًا بتهم الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
مويس تسيبي باني – رئيس كوت ديفوار (1999 – 2000)
بعد الإطاحة به من السلطة، أُدين مويس تسيبي باني بتهم اختلاس وفساد وأُودع السجن.
جوزيف إسترادا – رئيس الفلبين (1998 – 2001)
أُدين الرئيس الفلبيني السابق جوزيف إسترادا بتهم الفساد والنهب وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، قبل أن يحصل على عفو رئاسي لاحقًا.
تشون دو هوان وروه تي وو – رؤساء كوريا الجنوبية
- تشون دو هوان (1980 – 1988) و
- روه تي وو (1988 – 1993)
أُدينا بتهم الفساد والانقلاب وقتل المتظاهرين، وحُكم عليهما بالسجن قبل أن يُفرج عنهما بعفو رئاسي.
موشيه كاتساف – رئيس إسرائيل (2000 – 2007)
في واحدة من أكثر القضايا جدلًا في إسرائيل، أُدين الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف عام 2011 بتهم الاغتصاب وجرائم جنسية، وحُكم عليه بالسجن 7 سنوات.
إيهود أولمرت – رئيس وزراء إسرائيل (2006 – 2009)
أُدين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بتهم الفساد وعرقلة العدالة وقبول الرشاوى، وحُكم عليه بالسجن 27 شهرًا.
سيلفيو برلسكوني – رئيس وزراء إيطاليا (1994 – 1995، 2001 – 2006، 2008 – 2011)
واجه سيلفيو برلسكوني أكثر من 30 محاكمة بتهم متعددة، وأُدين مرة واحدة عام 2013 بتهمة التهرب الضريبي، حُكم فيها بالسجن 4 سنوات (خُففت لاحقًا إلى خدمة المجتمع)، كما مُنع من تولي المناصب العامة 6 سنوات.
ألبرتو فوجيموري – بيرو 🇵🇪
- رئيس بيرو (1990 – 2000)
- العقوبة: 25 عامًا سجنًا
- التهم: انتهاك حقوق الإنسان والفساد
حسني مبارك، رئيس مصر الأسبق (1981 – 2011)
كان من بين الزعماء الذين واجهوا المحاكمة بعد ترك السلطة، إذ أُدين في قضايا فساد واستغلال نفوذ، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في قضية القصور الرئاسية، كما حوكم في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة يناير وحُكم عليه بالمؤبد قبل أن تُلغى الأحكام لاحقًا، ليُفرج عنه في عام 2017 بعد نحو ست سنوات من الاحتجاز والمحاكمة.
لا حصانة لمن يخرق القانون
من باريس إلى الخرطوم، ومن سيول إلى بوينس آيرس، تثبت هذه القضايا أن العدالة قد تطال أي رئيس، مهما بلغت سلطته. بعض المحاكمات جاءت نتيجة فساد حقيقي، وأخرى اتُّهمت بأنها ذات دوافع سياسية، لكن النتيجة واحدة: لا أحد فوق القانون.
اقرأ أيضًا:
علاء مبارك يوجه رسالة إلى ملك الأردن بعد خطابه القوي بالأمم المتحدة