دواء مبتكر يوقف تغذية الأورام بالدم ويمنح أملاً جديداً لعلاج سرطان العظام
حقق دواء "بازوبانيب" (Pazopanib) نتائج مبهرة في علاج مجموعة صغيرة من الأطفال المصابين بـ "ساركوما يوينغ" (Ewing’s sarcoma)، وهي من أكثر أورام العظام الخبيثة شيوعًا بين المراهقين .
وأظهرت الدراسة أن 85 % من المرضى ظلوا على قيد الحياة بعد عامين من التشخيص، بينما لم يُلاحظ أي تطور للسرطان لدى ثلثي الحالات التي تلقت العلاج.
- دراسة بولندية تكشف عن نتائج مبشرة
أجرى الدراسة باحثون من معهد وارسو للأم والطفل في بولندا، ونُشرت نتائجها في مجلة "فرونتيرز إن أونكولوجي" (Frontiers in Oncology) في 23 أكتوبر الجاري، ونقلها موقع "يوريك أليرت" (Eurek Alert) العلمي.
وأوضح الباحثون أن هذا الدواء، الذي طُوّر في الأساس لعلاج سرطان الخلايا الكلوية، أظهر فاعلية مميزة أيضًا لدى الأطفال المصابين بـ"ساركوما يوينغ" متعددة النقائل، عند دمجه مع العلاجات الكيميائية والإشعاعية التقليدية.
- آلية عمل الدواء: يوقف نمو الأوعية المغذية للورم
قالت البروفيسورة آنا راسيبورسكا، من معهد وارسو للأم والطفل والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إن "بازوبانيب" يعمل على منع الورم من تكوين أوعية دموية جديدة يعتمد عليها للبقاء والنمو.
وأضافت: "من خلال قطع هذا الإمداد الدموي، يُضعف الدواء الورم ويزيد من حساسيته للعلاجين الكيميائي والإشعاعي، مما يساعد على إبطاء تطور المرض وتحسين فعالية العلاجات الأخرى."
- تجربة سريرية شملت أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا
شملت التجربة 11 طفلًا تلقوا دواء بازوبانيب بين عامي 2016 و2024 إلى جانب العلاجات التقليدية. وتمت متابعة المرضى بدقة من خلال الفحوصات المخبرية والتصوير الطبي لرصد مدى الاستجابة وأي آثار جانبية محتملة.
وأظهرت النتائج أن أغلب المرضى استجابوا للعلاج بوضوح، في حين كانت الآثار الجانبية طفيفة وقابلة للعلاج، ما يجعل الدواء خيارًا واعدًا في مواجهة أحد أخطر أنواع سرطانات العظام لدى الأطفال.
خطوات مستقبلية لاعتماد الدواء وتوسيـع نطاق التجارب
أكد فريق البحث أن النتائج المشجعة التي حققها دواء بازوبانيب في علاج الأطفال المصابين بـ"ساركوما يوينغ" تمثل مرحلة أولى مهمة، لكنها تحتاج إلى تجارب أوسع تشمل عددًا أكبر من المرضى في مراكز طبية متعددة حول العالم.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه التجارب المستقبلية في اعتماد الدواء رسميًا ضمن بروتوكولات علاج سرطان العظام لدى الأطفال، بما يفتح الباب أمام عصر جديد من العلاجات الموجهة التي تعتمد على استهداف الخلايا السرطانية وحرمانها من الإمدادات الحيوية اللازمة لنموها وانتشارها.
اقرأ أيضًا:
إصابة إمام عاشور بمرض غريب.. تعرف على التفاصيل وأسباب التهاب المعدة الفيروسي




