هل يجوز التيمم بدلًا من الوضوء بسبب البرد الشديد؟.. دار الإفتاء توضح
يثير حكم التيمم بدلًا من الوضوء في حالات البرد الشديد جدلًا واسعًا بين المواطنين خلال فصل الشتاء، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وصعوبة استخدام المياه الباردة، ما يدفع كثيرين للتساؤل عن الرأي الشرعي الصحيح في هذه المسألة، وحدود الأخذ بالرخصة.
وفي هذا الإطار، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل، موضحة الحالات التي يجوز فيها التيمم بدلًا من الوضوء أو الاغتسال، استنادًا إلى قواعد الشريعة وأقوال العلماء، ويرصد الموجز التفاصيل.
دار الإفتاء: التيمم جائز عند الخوف من الضرر
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن التيمم يجوز شرعًا في حال تأكد الإنسان من تعرضه للضرر بسبب شدة البرد، خاصة إذا لم تتوافر وسيلة لتسخين الماء.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية قائمة على رفع الحرج، مشيرًا إلى أن تعريض النفس للخطر بسبب استخدام الماء البارد يتعارض مع مقاصد الدين.
حالات يجوز فيها التيمم رغم توفر الماء
حدد أمين الفتوى عددًا من الحالات التي يُباح فيها التيمم بدلًا من الوضوء أو الاغتسال، أبرزها:
- التأكد من الإصابة بمرض نتيجة شدة البرد
- الخوف من تفاقم المرض أو تأخر الشفاء
- عدم توافر ماء ساخن أو تعذر استخدامه
- التعرض لظروف قاسية مثل الخدمة العسكرية في الصحراء
وأضاف أن الإنسان غير مطالب شرعًا بإيذاء نفسه، حتى مع وجود الماء.
الاستدلال بحديث نبوي يحسم المسألة
استشهد الشيخ عويضة عثمان بحديث النبي ﷺ عن الرجل الذي أُصيب بشجة في رأسه، فأُمر بالاغتسال فمات، فقال النبي:
«قتلوه قتلهم الله»، في دلالة واضحة على خطورة الجهل بالأحكام الشرعية ووجوب التيسير.
مجدي عاشور: التيمم أولى عند الخوف من المرض
من جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية الأسبق، أنه لا مانع شرعًا من التيمم بدلًا من الوضوء أو الغسل إذا خاف الإنسان على نفسه من المرض بسبب البرد الشديد.
وأوضح أن الحكم يشمل من لا يقدر على استخدام الماء أو من يؤدي استعماله إلى زيادة المرض أو تأخر الشفاء.
حديث عمرو بن العاص دليل شرعي واضح
استدل الدكتور مجدي عاشور بما ورد عن الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، حين تيمم بدلًا من الاغتسال في ليلة شديدة البرودة، وصلى بالناس إمامًا، فأقره النبي ﷺ ولم ينكر عليه.
وأشار إلى أن الإمام البخاري بوّب لهذا الحديث بقوله:
«إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت تيمم»، ما يؤكد مشروعية الرخصة.
هل يُشترط التيمم بالتراب فقط؟
أوضحت إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن التيمم لا يقتصر على التراب فقط، بل يجوز بكل ما كان من جنس الأرض.
وأكدت أن هذه المسألة محل خلاف فقهي، حيث اشترط بعض العلماء التراب تحديدًا، بينما أجاز آخرون التيمم بالرمل والحجر والرخام، بشرط ألا يكون من المحروقات أو المواد المعالجة كيميائيًا.
الأزهر: التيسير من مقاصد الشريعة
شددت عضو الأزهر للفتوى على أن التيسير ورفع المشقة من خصائص الشريعة الإسلامية، مستشهدة بقول النبي ﷺ:
«وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا».
وأوضحت أن ذكر التراب في النصوص جاء لكونه الأكثر توفرًا، وليس حصرًا لمادة التيمم، مؤكدة أن العبرة بجنس الأرض لا بنوعها.
خلاصة الحكم الشرعي
- التيمم جائز عند الخوف من الضرر أو المرض
- لا يُشترط فقدان الماء كليًا
- يجوز التيمم بكل ما هو من جنس الأرض
- الشريعة قائمة على حفظ النفس ورفع الحرج
- الإفتاء
- المواطنين
- دار الإفتاء
- الموجز
- مستشار مفتي الجمهورية
- دار الإفتاء المصرية
- الإفتاء المصرية
- عويضة عثمان
- درجات الحرارة
- مفتي الجمهورية
- مجدي عاشور
- الدكتور مجدي عاشور
- المناديل الورقية
- فصل الشتاء
- الشيخ عويضة عثمان
- الخدمة العسكرية
- انخفاض درجات الحرارة
- عمرو بن العاص
- الرأي الشرعي
- السبت المقبل
- دار الإفتاء المصري
- هلال شهر رجب
- شهر رجب
- الإفتاء تجيب
- حديث النبي
- الإفتاء توضح

