حكم توزيع حلوى المولد من أموال الزكاة.. دار الإفتاء توضح

الإفتاء: الزكاة يجب أن تكون مالًا يُمَلَّك للفقراء
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن توزيع حلوى المولد النبوي على الفقراء والمحتاجين من أموال الزكاة لا يجوز شرعًا، حيث إن الزكاة واجبة في المال ويجب أن تصل للفقراء على هيئة أموال يملكونها وينتفعون بها وفق احتياجاتهم الأساسية، ويرصد الموجز التفاصيل.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الفقير قد يكون في حاجة ماسة إلى المال لشراء الطعام أو دفع مصاريف العلاج والسكن، وليس إلى الحلوى، ومن هنا يتعين على المسلم أن يؤدي الزكاة بشكلها الصحيح، وهو إعطاء المال للفقراء والمحتاجين بحيث يكونون هم أصحاب الحق في التصرف فيه.
الصدقة والهدية بديل مشروع عن الزكاة في هذه الحالة
بيّنت دار الإفتاء أن تقديم الحلوى أو الطعام للفقراء يمكن أن يدخل في باب الصدقة التطوعية أو الهدية أو التبرع، وهو عمل صالح يُثاب عليه المسلم، لكن لا يجوز اعتباره من الزكاة الواجبة.
وبذلك، يمكن للمسلمين الراغبين في إدخال السرور على الفقراء خلال مناسبة المولد النبوي الشريف أن يوزعوا الحلوى كنوع من الصدقة المستحبة، مع ضرورة الالتزام بإخراج الزكاة على شكل مال يذهب إلى مصارفه الشرعية المحددة في القرآن الكريم.
دروس مستفادة من ذكرى المولد النبوي
كما أجابت دار الإفتاء عن سؤال آخر ورد إليها حول الدروس المستفادة من ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أن هذه الذكرى تحمل معاني عظيمة تساعد المسلمين على مواجهة تحديات الحياة.
وأشارت الدار إلى أن الصبر هو من أبرز الدروس التي نتعلمها من السيرة النبوية، حيث قال الله تعالى لنبيه الكريم: ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾، وهو خلق أساسي يعين المسلم على تحمل الابتلاءات والشدائد.
دروس العزة والكرامة ونصرة المظلوم
وأضافت الإفتاء أن ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تعلمنا دروس العزة والكرامة والإباء، إلى جانب نصرة المظلوم والتمسك بالحق، فضلًا عن جهاد النفس بالتحلي بالأخلاق والآداب التي دعا إليها الإسلام، والتي تُحسن صورة المسلمين وتُعلي شأنهم بين الأمم.
وأكدت أن احتفال المسلمين بالمولد النبوي يجب أن يكون مناسبة للتذكير بهذه القيم العظيمة، وأن تتوحد كلمتهم حولها لتقوية الصف الإسلامي وإبراز الصورة الحقيقية لسماحة الدين.
المولد النبوي بين العبادة والقيم المجتمعية
وختمت دار الإفتاء بأن ذكرى المولد النبوي ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل هي فرصة لإحياء المعاني الروحية والاجتماعية التي جاء بها النبي الكريم ﷺ، من رحمة وتعاون وتكافل، مؤكدة أن هذه المعاني إذا تمسّك بها المسلمون فإنها تسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
اقرأ أيضًا:
هل يطبق حد شرب الخمر على متعاطي الحشيش؟.. الإفتاء تجيب
هل الذكر الجماعي بدعة؟.. دار الإفتاء ترد وتوضح الحكم الشرعي