الدعم السريع تبرر صور مجـ.ـازر الفاشر.. والحكومة السودانية تتحدث عن 2000 قتيل
الدعم السريع.. اتهامات متبادلة ومشاهد صادمة من دارفور
أثارت الصور والفيديوهات التي وثّقت مشاهد مروّعة من مدينة الفاشر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، موجة غضب دولية ومحلية واسعة، في ظل تضارب الروايات بين الحكومة السودانية والتحالفات الموالية لتلك القوات، ويرصد الموجز التفاصيل.
فبينما تؤكد الحكومة وقوع مجازر ضد المدنيين، سعى تحالف "تأسيس"، الداعم للدعم السريع، لتبرير ما حدث، زاعماً أن الصور المتداولة "قديمة" وتعود لقصف من جهة أخرى قبل أشهر.
تحالف "تأسيس" يهاجم الإعلام ويتهمه بالانحياز
في بيان مثير للجدل، اتهم تحالف "تأسيس" قناتي العربية والحدث بما وصفه بـ"تزييف صور القتلى" في الفاشر، وهاجم ما اعتبره "تغطية منحازة" ضد قوات الدعم السريع، معلناً تعليق التعاون الإعلامي مع القناتين.
ورغم هذا النفي، فإن حجم الشهادات الميدانية والمقاطع المصوّرة التي توثّق الانتهاكات، جعلت الموقف أكثر تعقيداً، مع تصاعد المطالب الدولية بالتحقيق الفوري والمستقل.
2000 قتيل وتقارير أممية عن إعدامات وعنف جنسي
بحسب وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر، فإن "قوات الدعم السريع روعت المدنيين في الفاشر وبارا"، فيما أعلنت حكومة إقليم دارفور مقتل أكثر من 2000 شخص منذ سقوط المدينة.
وأكدت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أن تقاريرها تشير إلى "إعدامات مروّعة" و"عنف جنسي استهدف النساء والفتيات" خلال الهجمات التي نفذتها مجموعات مسلحة، في إشارة إلى ارتباطها بـالدعم السريع.
وأضافت المفوضية أن السكان يعيشون "حالة رعب غير مسبوقة" بعد أكثر من 500 يوم من الحصار الذي انتهى بسيطرة القوات على المدينة.
تقرير أميركي يوثق جرائم حرب وتطهيراً عرقياً
كشف مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل في تقرير مدعوم بصور أقمار صناعية، عن أدلة قوية على وقوع عمليات قتل جماعي في الفاشر بعد دخول قوات الدعم السريع إليها.
وأشار التقرير إلى "مسار ممنهج من التطهير العرقي المتعمد" استهدف قبائل الفور والزغاوة والبرتي، مشيراً إلى أن صوراً جرى تحليلها أظهرت "أجساماً بشرية" وأرضاً ملطخة بالدماء قرب مواقع انتشار الدعم السريع.
كما أظهرت لقطات أخرى جثثاً على أطراف المدينة، ما يؤكد وقوع إعدامات جماعية بحق المدنيين الهاربين.
الدعم السريع تنفي والجيش يتوعد بالرد
في المقابل، نفى حسب النبي محمود، عضو الهيئة القيادية في تحالف "تأسيس"، حدوث مجازر في الفاشر، لكنه اعترف بتشكيل لجان تحقيق داخلية للتحقق من التقارير الواردة.
وأكد أن ما جرى في المدينة كان "حرباً ضارية" ضد ميليشيات متحالفة مع الجيش السوداني.
أما قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فأعلن أن قواته انسحبت من الفاشر مؤقتاً، متوعداً بـ"القصاص لأهل المدينة" ومؤكداً أن الجيش "لن يترك الجرائم تمر دون حساب".
دارفور على صفيح ساخن.. والعالم يترقب
تتزايد الدعوات الدولية لفتح تحقيق عاجل في انتهاكات قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، وسط تحذيرات من اتساع دائرة العنف في إقليم دارفور.
ويخشى مراقبون من أن استمرار عمليات التطهير العرقي سيقود إلى كارثة إنسانية جديدة في السودان، فيما تواصل الدعم السريع نفيها وتحميل أطراف أخرى مسؤولية المجازر.
اقرأ أيضًا:
مفاجأة في أزمة سد النهضة.. إثيوبيا تضطر لتفريغ 750 مليون متر مكعب يوميًا خارج موسم الفيضان
الأمم المتحدة تسمح لعباس بإلقاء كلمته عبر الفيديو بعد رفض التأشيرة الأمريكية

