ترامب يواجه تساؤلات التقدم في العمر باختبارات ذهنية جديدة
ترامب يعلن خضوعه لاختبارات معرفية متعددة لإثبات قدراته الذهنية
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد كشفه عن خضوعه لثلاثة اختبارات معرفية خلال الفترة الأخيرة، في محاولة لنفي التساؤلات المتزايدة حول قدراته الذهنية مع تقدمه في العمر. وأكد ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، في منشور عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "أتقن" الاختبارات الثلاثة ونجح فيها بتفوق أمام لجنة واسعة من الأطباء والمتخصصين، ويرصد الموجز التفاصيل.
وقال ترامب إن الاختبارات جاءت ضمن مجموعة من الفحوصات الطبية الشاملة التي يجريها بشكل دوري، والتي وصفها بأنها "طويلة ومملة"، مشددًا على أنها أُجريت على ثلاث دفعات منفصلة. واعتبر ترامب أن نشر نتائج هذه الاختبارات أصبح ضرورة في ظل ما أسماه "التقارير غير الدقيقة" التي روجتها صحيفة نيويورك تايمز حول تقلص جدول أعماله اليومي مقارنة بسنوات ولايته الأولى.
هجوم على الإعلام الأمريكي: ترامب يتهم نيويورك تايمز بـ"التحريض"
في منشوره الأخير، شن ترامب هجومًا حادًا على صحيفة نيويورك تايمز، متهمًا إياها بنشر "أكاذيب ممنهجة" تهدف – حسب وصفه – إلى التشهير به والإساءة لصورته أمام الرأي العام. ووصف ما تقوم به الصحيفة بأنه "عمل تحريضي وقد يرقى إلى الخيانة العظمى"، معتبرًا أن وسائل الإعلام الأمريكية تواصل التعامل معه بعدائية منذ خروجه من البيت الأبيض.
ويأتي تصريح ترامب بعد نشر الصحيفة تقريرًا يتهمه بإغلاق عينيه لفترات طويلة خلال اجتماعاته، ما أثار تساؤلات حول يقظته وقدرته على المتابعة. لكن ترامب نفى هذه الروايات، مؤكدًا أن أداءه المعرفي ما زال قويًا، بل أفضل مما كان عليه خلال ولايته الأولى.
اختبار مونتريال للتقييم المعرفي… تفاصيل مهمة في خلفية المشهد
سبق لترامب أن خضع لاختبار مونتريال للتقييم المعرفي (MoCA) خلال فترة رئاسته، وهو اختبار يُستخدم لتشخيص ضعف الإدراك المبكر، ويقيس مهام مثل رسم ساعة ونسخ أشكال هندسية وتذكر كلمات متتالية.
وعاد ترامب لاستحضار تلك الواقعة، مؤكدًا أنه حصل حينها على الدرجة الكاملة. وأعاد التذكير بمقطع شهير تحدث فيه لقناة فوكس نيوز عن جزء من الاختبار الذي طُلب منه خلاله تكرار سلسلة كلمات مثل: "شخص، امرأة، رجل، كاميرا، تلفزيون"، مشيرًا إلى أنه نجح في استعادتها بالترتيب الصحيح وحصل على "نقاط إضافية".
مقارنة غير مباشرة مع بايدن… وإحياء جدل القدرة على الحكم
التصريحات الجديدة أعادت النقاش حول الشيخوخة والقيادة في الولايات المتحدة، خصوصًا أن منافسه السابق والرئيس السابق جو بايدن واجه انتقادات مشابهة حول تراجع قدراته الذهنية خلال ولايته، وانتهى به الأمر إلى الانسحاب من سباق إعادة انتخابه بعد أداء ضعيف في مناظرة حاسمة أمام ترامب.
وتأتي خطوة ترامب في توقيت حساس قبل انتخابات 2026، حيث يسعى لإعادة تقديم نفسه باعتباره القادر على إدارة البلاد بلياقة ذهنية كاملة، مقابل التشكيك المستمر في الصحة العقلية لكبار القادة السياسيين بالولايات المتحدة.
توقيت إعلان ترامب ليس عشوائيًا، خاصة أنه جاء بعد تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، وفي ظل تصاعد الضغط الإعلامي عليه بشأن حالته الصحية، ويسعى ترامب إلى تعزيز الثقة لدى قواعده الانتخابية، وإرسال رسالة مفادها أنه يتمتع بـ"قدرات حديدية" رغم مشارفه على الثمانين.
الخطوة قد تكون أيضًا محاولة استباقية لقطع الطريق على أي هجمات سياسية تستهدف صحته خلال الحملة الانتخابية المقبلة، خاصة مع حساسية ملف العمر في السياسة الأمريكية.
يخوض ترامب معركة جديدة على جبهة القدرات الذهنية، مدعّمًا موقفه باختبارات طبية يقول إنها تعكس جاهزيته الكاملة للقيادة مرة أخرى، ومع استمرار الجدل السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة، يبدو أن ملف الصحة الذهنية سيظل محورًا رئيسيًا في صراع الانتخابات المقبلة.

