ترامب يحكم فلسطين.. خطة أمريكية جديدة لإدارة غزة

البيت الأبيض يكشف عن خطة شاملة
في مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة جديدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأكد ترامب أن نتنياهو وافق على مقترح وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الخطة "تمثل فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة من السلام والازدهار في الشرق الأوسط"، ويرصد الموجز التفاصيل.
هذا الإعلان جاء بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها واشنطن، وشارك فيها شركاء إقليميون ودوليون، بهدف إيجاد صيغة توقف نزيف الدم المستمر في غزة وتضع إطارًا لإدارة ما بعد الحرب.
مجلس سلام برئاسة ترامب
من أبرز ملامح الخطة إعلان ترامب تأسيس مجلس سلام دولي يتولى إدارة المرحلة الانتقالية في غزة. وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيرأس هذا المجلس بنفسه، ليكون المرجعية العليا في الفترة المقبلة.
وسيضم المجلس شخصيات دولية بارزة، أبرزها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي ذكرت تقارير صحفية – بينها "فاينانشال تايمز" – أنه يسعى للعب دور محوري في الإشراف على شؤون غزة بعد الحرب. ووفقًا للمصادر، قد يكون لبلير موقع مؤثر أشبه بـ"الحاكم الإداري" للقطاع تحت مظلة دولية.
حكومة انتقالية فلسطينية بلا حماس
بحسب تفاصيل الخطة، ستُشكّل لجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة لإدارة الشؤون اليومية لسكان غزة، مثل الخدمات العامة والبلديات، على أن تعمل تحت إشراف مجلس السلام الدولي.
وأكد ترامب أن حركة حماس والفصائل المسلحة لن يكون لها أي دور، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في حكم غزة، مشددًا على أن "غزة يجب أن تُدار وفق معايير حديثة تخدم مصالح الفلسطينيين وتضمن جذب الاستثمارات".
قوة استقرار دولية مؤقتة
أحد البنود البارزة في الخطة هو إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) تنتشر فورًا في غزة بعد توقيع الاتفاق. وستعمل هذه القوة على تدريب قوات الشرطة الفلسطينية المحلية بعد إخضاعها للفحص الأمني، وذلك بالتنسيق مع مصر والأردن، لما لهما من خبرة واسعة في هذا المجال.
وأوضح البيت الأبيض أن هذه القوة ستشكل الضمانة الأمنية الرئيسية لنجاح الخطة، وستوفر بديلًا مرحليًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي على مراحل من داخل غزة.
دور مصر والدول العربية
أشاد ترامب بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الوصول إلى الخطة، مؤكدًا أن القاهرة لعبت دورًا محوريًا في دفع الأطراف للتقارب، والتوسط بين الفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي.
كما أثنى ترامب على دعم دول عربية وإسلامية عدة، معتبرًا أن هذا الدعم يعكس "إجماعًا إقليميًا غير مسبوق على ضرورة إنهاء الحرب ووضع أسس جديدة للاستقرار في غزة".
أبرز بنود خطة ترامب
الخطة الأمريكية تضمنت مجموعة من البنود الأساسية، أبرزها:
- إطلاق سراح جميع المحتجزين خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق.
- نزع سلاح حركة حماس بشكل فوري وتدمير بنيتها العسكرية.
- إعادة رفات الجنود الإسرائيليين إلى عائلاتهم فورًا.
- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة بعد تدريب الشرطة المحلية.
- إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر لضمان وصولها إلى المدنيين.
غزة خالية من الإرهاب؟
أكد ترامب أن الهدف الأساسي للخطة هو جعل غزة منطقة خالية من الإرهاب ولا تشكل تهديدًا لجيرانها. وأضاف: "هناك كثير من الفلسطينيين يريدون العيش بسلام، لكن عليهم أن يتحملوا المسؤولية عن مستقبلهم".
وأشار إلى أن فشل حماس في قبول الاتفاق يعني أنها تتحمل المسؤولية عن استمرار الحرب، مؤكدًا أن إسرائيل ستحصل في هذه الحالة على "الدعم الكامل من واشنطن" لمواصلة عملياتها العسكرية حتى إنهاء ما وصفه بـ"التهديد الإرهابي".
بداية جديدة أم وصاية دولية؟
يرى مراقبون أن الخطة قد تمثل فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم وبدء مرحلة إعادة الإعمار، خصوصًا مع وجود التزامات دولية واضحة بتمويل مشاريع تنموية في غزة. لكن في المقابل، يثير ترؤس ترامب لمجلس السلام وتطلع توني بلير لدور بارز في إدارة القطاع تساؤلات حول ما إذا كانت غزة مقبلة على مرحلة وصاية دولية أكثر منها استقلالًا فلسطينيًا.
المستقبل بين السلطة الفلسطينية والاستثمارات الدولية
بحسب ما أعلنه ترامب، ستتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة بعد تنفيذ برنامج إصلاحي شامل، مع الإشراف الدولي في المرحلة الأولى. وسيكون لمجلس السلام دور في جذب الاستثمارات وإعادة بناء البنية التحتية للقطاع.
واعتبر ترامب أن هذه الخطة "تمثل بداية جديدة للمنطقة"، مشيرًا إلى أن التنفيذ الناجح سيطلق حوارًا سياسيًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول مستقبل التعايش والسلام.
اقرأ أيضًا:
وزير الخارجية أمام الأمم المتحدة: غزة تواجه مجاعة مفتعلة ومصر ترفض تهجير الفلسطينيين
اجتماع عسكري مفاجئ في واشنطن..وزير الدفاع الأمريكي يعلن تحولًا في استراتيجية البنتاجون