إعصار ميليسا يضرب الكاريبي بقوة غير مسبوقة.. 23 قتيلاً في هايتي
هايتي.. دمار شامل في البنية التحتية وتحذيرات من موجات جديدة بسبب تغير المناخ
كارثة تضرب هايتي: عشرات الضحايا والمفقودين
أعلنت السلطات في هايتي، الأربعاء، مقتل 23 شخصًا على الأقل نتيجة الإعصار المدمر ميليسا، الذي اجتاح البلاد خلال الأيام الماضية، وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية واسعة.
وأوضحت الحكومة أن منطقة بيتي جواف كانت الأكثر تضررًا، حيث فقدت وحدها عشرة أطفال على الأقل حياتهم، فيما لا يزال 10 أشخاص في عداد المفقودين حتى الآن، ويرصد الموجز التفاصيل.
ويُعد إعصار ميليسا من أقوى الأعاصير التي تضرب اليابسة منذ 90 عامًا، بعدما وصل إلى جامايكا كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الدرجة الأعلى على مقياس سافير-سيمبسون المعتمد لقياس شدة الأعاصير.
دمار غير مسبوق في البنية التحتية
وقال دينيس زولو، منسق الأمم المتحدة في دول الكاريبي، إن الأضرار التي رُصدت حتى الآن "غير مسبوقة"، مشيرًا إلى تدمير شامل للبنية التحتية، والمنازل، والطرق، وانقطاع شبكات الاتصالات والطاقة في عدة مناطق.
وأكد زولو، في تصريحات عبر الفيديو من كينجستون، أن مئات الأسر تقيم حاليًا في ملاجئ مؤقتة بعد فقدان منازلها بالكامل، مشيرًا إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى دمار على مستويات لم تشهدها المنطقة منذ عقود.
كوبا تلملم آثار الدمار
وفي كوبا، بدأت السلطات جهودًا مكثفة لإزالة الركام وإعادة التيار الكهربائي بعد مرور الإعصار شرق البلاد، حيث غمرت مياه الفيضانات الأحياء السكنية حتى مستوى الخصر، خاصة في مدينة سانتياجو دي كوبا، ثاني أكبر مدن الجزيرة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، شوهد السكان وهم ينظفون الشوارع ويزيلون الأشجار والأعمدة المنهارة، بينما تواصل السلطات عمليات الإجلاء وتقديم المساعدات.
وقد تم إجلاء أكثر من 735 ألف شخص من المناطق المعرضة للخطر قبل وصول الإعصار، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في تاريخ البلاد الحديث.
تضامن دولي ومساعدات عاجلة
أكد الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل أن الأضرار التي خلفها الإعصار "جسيمة"، مشيرًا إلى أن البلاد تحتاج إلى دعم دولي عاجل لإعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، أرسلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا مساعدات إنسانية عاجلة إلى كوبا وهايتي وجامايكا، تشمل معدات طبية وغذاء وأغطية ومولدات كهرباء.
في المقابل، تستعد جزر الباهاماس وبرمودا لاستقبال الإعصار خلال الساعات المقبلة، مع تحذيرات من أمواج عاتية ورياح تتجاوز سرعتها 250 كيلومترًا في الساعة.
التغير المناخي في قفص الاتهام
ويرى خبراء المناخ أن إعصار ميليسا يمثل جرس إنذار جديدًا حول خطورة ارتفاع درجات حرارة المحيطات نتيجة التغير المناخي، وهو ما يؤدي إلى زيادة شدة وتكرار الأعاصير المدارية في منطقة الكاريبي.
وأكدت تقارير دولية أن هذه الظواهر قد تصبح أكثر تدميرًا في السنوات المقبلة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
إعصار ميليسا لم يكن مجرد حدث طبيعي عابر، بل مأساة إنسانية واقتصادية تركت وراءها خسائر فادحة وأظهرت هشاشة البنية التحتية في دول الكاريبي أمام قوة الطبيعة المتزايدة بفعل تغير المناخ، ومع استمرار خطر الأعاصير في المنطقة، يبقى التعاون الدولي والتخطيط البيئي المستدام السبيل الوحيد لتقليل آثار الكوارث القادمة.
اقرأ أيضًا:
الدعم السريع تبرر صور مجـ.ـازر الفاشر.. والحكومة السودانية تتحدث عن 2000 قتيل

